وفي تفسير العياشي : عن عبد الله بن عجلان ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، قال : «هي في عليّ وفي الأئمة ، جعلهم الله في مواضع الأنبياء ، غير أنّهم لا يحلّون شيئا ولا يحرّمونه».
أقول : تقدّم ما يتعلّق بذلك في التفسير ، وذكرنا أنّ التشريع مختصّ بالله ورسوله ، وأنّ الأئمة عليهمالسلام مهمتهم تبليغ الأحكام وهداية الناس إلى الرشاد والصلاح.
وعن مجاهد في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني : الذين صدقوا بالتوحيد ، (أَطِيعُوا اللهَ) يعني : في فرائضه ، (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) يعني : في سنّته ، (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، قال : نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام حين خلّفه رسول الله صلىاللهعليهوآله بالمدينة ، فقال : تخلّفني على النساء والصبيان؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال له : اخلفني في قومي وأصلح. فقال الله : (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، قال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : ولاه الله الأمر بعد محمد في حياته حين خلّفه رسول الله بالمدينة ، فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه».
أقول : الروايات في مضمون ذلك كثيرة ، وتقدّم في التفسير أنّ ولي الأمر منحصر في الأئمة عليهمالسلام.
وفي تفسير العياشي بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام : «أنّه سأله عن قول الله تعالى : (أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب قلت : إنّ الناس يقولون : فما منعه أن يسمّي عليّا وأهل بيته في كتابه؟ فقال أبو جعفر : قولوا لهم إنّ الله أنزل على رسوله الصلاة ولم يسمّ ثلاثا ولا أربعا حتّى كان رسول الله صلىاللهعليهوآله هو الذي يفسّر ذلك ، وأنزل الحجّ فلم ينزل : طوفوا سبعا ، حتّى فسّر لهم ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنزل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، فنزلت في عليّ والحسن والحسين ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، إنّي سألت الله أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما عليّ الحوض ، فأعطاني ذلك».