ومنها : حديث الاهليلجة المعروف عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال في جواب الطبيب : «إنّ الإرادة من العباد الضمير وما يبدو بعد ذلك من الفعل ، وأمّا من الله عزوجل ، فالإرادة للفعل إحداثه إنّما يقول : كن فيكون ، بلا تعب وكيف».
أقول : مرّ بيان هذا الحديث الشريف في حديث صفوان عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام.
ومنها : رواية الهاشمي المشتملة على مباحثة الإمام الرضا عليهالسلام مع أهل الملل والنحل ، قال عليهالسلام : «مشيئته واسمه وصفته ، وما أشبه ذلك ، كلّ ذلك محدث مخلوق مدبّر ـ إلى أن قال عليهالسلام ـ : واعلم أنّ الإبداع والمشيئة والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة».
أقول : الحديث يدلّ على ما ذكرناه آنفا من أنّه لا فرق بين المشيئة والإرادة ، وإنّما جعل عليهالسلام الإبداع هي الإرادة والمشيئة ؛ لأنّها عبارة عن الفعل والإحداث ، فتكون محدثة. ولكن الفلاسفة فرّقوا بين الإبداع والخلق ، فجعلوا مورد الإبداع خلق الروحانيين ، والخلق أعمّ من ذلك ، وهذا لا يرتبط بالمقام.
ومنها : رواية عبد الرحيم القصير عن الصادق عليهالسلام قال : «كان (عزوجل) ولا متكلّم ، ولا مريد ، ولا متحرّك ، ولا فاعل جلّ وعزّ ربنا ، فجيمع هذه الصفات محدثة عند حدوث الفعل منه».
أقول : الحديث يدلّ على أنّ الإرادة هي الفعل ، وهي حادثة ، وأنّ كلّ ذلك ليس في مرتبة الذات.
ومنها : صحيحة يونس عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام : «قلت : فما معنى شاء؟ قال عليهالسلام : ابتدا الفعل ، قلت : فما معنى أراد؟ قال عليهالسلام : الثبوت عليه».
أقول : الحديث يدلّ على أنّ الفرق بين المشيئة والإرادة هو الفرق بين التقدير والإيجاد ، ويمكن ارجاعه إلى ما قلناه من أنّ الفرق بينهما بالكليّة والجزئيّة ؛ لأنّ الكلي مقدّم على الجزئي بالإضافة ، ويفسّره الحديث الآتي.