وفيه عنه (١) عليهالسلام :
«إنّ القرآن قد طرح منه آي كثيرة ، ولم يزد فيه إلا حروف قد أخطأت به الكتبة وتوهّمها الرجال.» (٢)
وعن الطبرسي في الاحتجاج في جملة احتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام على جماعة من المهاجرين والانصار أنّ طلحة قال له في جملة مسائله عنه :
«يا أبا الحسن ، شيء أريد أن أسألك عنه ، رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت : أيّها الناس ، إنّي لم أزل مشتغلا لرسول الله صلىاللهعليهوآله بغسله (٣) وكفنه ودفنه ، ثمّ اشتغلت بكتاب الله حتّى جمعته ، فهذا كتاب الله عندي مجموعا ؛ لم يسقط عنّي حرف واحد ، ولم أر ذلك الّذي كتبت وألّفت ، وقد رأيت عمر بعث إليك أن ابعث به إليّ ، فأبيت أن تفعل. فدعا عمر الناس ، فاذا شهد رجلان على آية كتبها ، وإن لم يشهد عليها غير رجل واحد أرجأها (٤) فلم يكتب ، فقال عمر وأنا أسمع : إنّه قد قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرؤن قرآنا لا يقرأه غيرهم
__________________
(١) المراد من الضمير في قوله : «عنه» هو الباقر ـ عليهالسلام ـ كما يظهر من العياشي والبرهان ، لا الصادق ـ عليهالسلام ـ ، كما يوهمه عبارة المتن التي هي مأخوذة من الصافي أو مرآة الانوار.
(٢) العياشي ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ح ٧٣ ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ ؛ والصافي ، ج ١ ، المقدمة السادسة ، ص ٢٥ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٢٩٤ ، ح ٥ ؛ ومرآة الانوار ، المقدمة الثانية ، ص ٣٧.
(٣) في المخطوطة : «وغسله».
(٤) أي : «أخّرها».