كتب عمر وعثمان ، أقرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة : بل قرآن كلّه.
قال : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة ؛ فانّ فيه حجّتنا وبيان حقّنا وفرض طاعتنا. قال طلحة : حسبي [أمّا](١) إذا كان قرآنا ، فحسبي ـ إلى آخر الحديث.» (٢)
وقال رحمهالله : وفي رواية أبي ذرّ الغفاري :
«لمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله جمع عليّ عليهالسلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والانصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله. فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر ، فقال : يا عليّ ، اردده فلا ـ حاجة لنا فيه. فأخذه عليّ عليهالسلام وانصرف.
ثمّ أحضر «زيد بن ثابت» ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إنّ عليّا جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والانصار ، وقد أردنا أن تؤلّف لنا القرآن وتسقط (٣) منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والانصار.
فأجابه زيد إلى ذلك ، ثمّ قال : فان أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر عليّ عليهالسلام القرآن الّذي ألّفه ، أليس قد بطل كلّ ما عملتم؟
__________________
(١) سقط في المخطوطة.
(٢) الاحتجاج ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ـ ٢٢٥ ، عن سليم بن قيس الهلالي ، والصافي ، ج ١ ، المقدّمة السادسة ، ص ٢٥ ـ ٢٦ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، ص ٤١.
(٣) في بعض نسخ الاحتجاج : «رأينا أن نؤلّف القرآن ونسقط».