ثمّ قال عمر : فما الحيلة؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة.
فقال عمر : ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه؟ فدبّر في قتله على يد «خالد بن الوليد» ، فلم يقدر على ذلك ، وقد مضى شرح ذلك (١).
فلمّا استخلف عمر سأل عليّا عليهالسلام أن يدفع إليهم القرآن فيخرجوه (٢) فيما بينهم فقال : إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتّى نجتمع عليه.
فقال عليّ عليهالسلام : هيهات! ليس إلى ذلك سبيل ، إنّما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ، ولا تقولوا يوم القيامة : إنّا كنّا عن هذا غافلين ، أو تقولوا : ما جئتنا به. إنّ القرآن الّذي عندي لا يمسّه إلا المطهّرون والاوصياء من ولدي.
فقال عمر : فهل وقت لاظهاره معلوم؟
قال عليّ عليهالسلام : نعم ، إذا قام القائم [عجّل الله تعالى فرجه الشريف] من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه. فتجري السنّة به.» (٣)
[و] روي عنه عليهالسلام في جملة احتجاجه على الزنديق الّذي جاء إليه مستدلا بآي من القرآن متشابهة (٤) يحتاج إلى التأويل أنّه قال عليهالسلام :
__________________
(١) قوله : «وقد مضى شرح ذلك» من كلام صاحب الاحتجاج (ره).
(٢) في المخطوطة والمآخذ : «يحرفوه».
(٣) الاحتجاج ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ؛ والصافي ، ج ١ ، المقدمة السادسة ، ص ٢٧ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، ص ٤٢ ، ح ٢.
(٤) في المخطوطة : «متشابه».