لهم والرضاء بهم ، ولأنّ أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحقّ ، ولأنّ الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيّه : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)(١) ، وايجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(٢) ـ إلى آخره.» (٣)
مشتملا على مواضع أخر تدلّ على التغيير :
منها : التصريح بتغيير الكتاب وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل وكفر ذوي الكفر منه.
ومنها : التصريح بأنّهم تركوا منه ما قد رأوا أنّه لهم وهو عليهم ، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره ، وعلم الله أنّ ذلك يظهر ويبيّن ، فقال : (ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ)(٤) ، وانكشف لأهل الاستبصار عوارهم وافترائهم ، الّذي بدا في الكتاب من الازراء على النبيّ من فرية الملحدين ؛ ولذلك قال : (لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً.)(٥)
ومنها : التصريح بأنّه إسقاط المنافقين بين القسط في اليتامى ، وبين نكاح النساء في قوله تعالى : (إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)(٦)
__________________
(١) الاحقاف / ٣٥.
(٢) الاحزاب / ٢١.
(٣) الاحتجاج ، ج ١ ، ٣٧٠ ـ ٣٧١ ؛ والصافي ، ج ١ ، المقدّمة السادسة ، ص ٢٨ ـ ٢٩ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، ص ٤٣ ، ح ٣ ؛ ومرآة الانوار ، المقدمة الثانية ، ص ٤٣ ـ ٤٦.
(٤) النجم / ٣٠.
(٥) المجادلة / ٢.
(٦) النساء / ٣.