الجزائري (ره) في رسالته (١) :
__________________
مجموعا وإنما كان ينزل نجوما ، وكان لا يتمّ إلا بتمام عمره؟ ولقد شاع وذاع وطرق الاسماع في جميع الاصقاع أن عليا ـ عليهالسلام ـ قعد بعد وفاة النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ في بيته أياما مشتغلا بجمع القرآن. وأما درسه وختمه ، فانما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه ، لاتمامه.»
وأيضا الشيخ آقا بزرگ الطهراني (ره) ، في رسالة «النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف» (المخطوط) ، التي أثبت فيها حجية مصحف الموجود ، وأيد إجماع المسلمين على نفي الزيادة والنقيصة العينية فيه ، واعتقد أن المقصود من الالفاظ الواقعة في متون الاخبار كالتنقيص والاسقاط والمحو والطرح وغيرها ، هو التنقيص الاجمالي المتوجه إلى الباقى ، الذي سقط عن الجامعين ، لا المصحف الموجود ؛ قال : «المصرّح به في كلمات أهل السير أن القرآن لم يكن في عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ مجموعا بين الدفتين على الترتيب المشهور في اليوم ، وما كان في موضع واحد مرسوما ولا بالمصحف موسوما ، بل الجمع كذلك كان بعد رحلته ـ صلىاللهعليهوآله ـ.» واستشهد على ما رواه السيوطي في كتاب الاتقان ، النوع الثامن ، ص ٥٧ ، عن زيد بن ثابت ، وما حكاه فيه أيضا من تعليل أبي سليمان حمد الخطابي المتوفى سنة ٣٨٨ لعدم جمع النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ القرآن في حياته بقوله : «انما لم يجمع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه ، أو تلاوته ـ إلى قوله : ـ وقد كان القرآن كتب كله في عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، لكن غير مجموع في موضع واحد ، ولا مرتب السور.» وعلى ما رواه أبو الفرج ابن الجوزى في كتابه «نقد العلم والعلماء» عن زيد بن ثابت ، ثم قال : «إلى غير ذلك من كلماتهم الصريحة في أن الجمع كذلك كان بعد عصره ـ صلىاللهعليهوآله ـ وان اختلفت في أنه في عصر أبي بكر أو عمر أو عثمان ؛ لكنّ الكلّ متفق على عدم الجمع في موضع واحد في عصره ـ صلىاللهعليهوآله ـ.»
(١) منبع الحياة (المخطوط) ، وهكذا نقله المحقق القمّي في القوانين ، قانون حجية الكتاب ، ص ٣٨٥ ـ ٣٨٦.