قرأ آية صعد درجة ، وأنّ عدد درجات القارئ بعدد آيات القرآن ، كما في الروايات الاخيرة ، وكما رواه في المجالس بسنده عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق عليهالسلام قال :
«عليكم بتلاوة القرآن ، فانّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن ، فاذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن : إقرأ وارق ، فكلّما قرأ آية رقا درجة.» (١)
وما عن الكليني بسنده عن حفص ، قال : سمعت موسى بن جعفر عليهالسلام يقول ـ في حديث ـ :
«إنّ درجات الجنّة على قدر آيات القرآن ؛ يقال له : إقرأ وارق. فيقرأ ثمّ يرقا.» (٢)
وغير ذلك.
ويشبه أن يكون السرّ في ذلك أن في كلّ سورة بل كلّ آية علم ومعرفة وهداية ودعوة إلى الحقّ ، فبالتمسّك بكل منها والمعرفة بها والتخلّق بموجبها والعمل بها درجة في التقرّب إلى الله سبحانه ، والمتحصّل من مجموعها نهاية درجات القرب إليه سبحانه. ولمّا كان الدرجات الواقعة بين العبد والحقّ مضاهيا لدرجات الجنّة ومطابقا لها ، بل هي معانيها وأرواحها ، وتلك قوالبها ومظاهرها ، وجوائزها وآثارها المترتّبة عليها ، كانت الدرجات أيضا على حسب السور والآيات.
ولعلّ المراد من الحفظ والنسيان ليس مجرّد ألفاظ القرآن ونسيانها ، بل
__________________
(١) المجالس للصدوق (ره) ، المجلس السابع والخمسون ، ح ١٠ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب فضل قراءة القرآن عن ظهر القلب ، ص ١٩٧ ، ح ٤ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١١ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٤٢ ، ح ١٠.
(٢) الكافي ، ج ٢ ، كتاب فضل القرآن ، باب فضل حامل القرآن ، ص ٦٠٦ ، ح ١٠ ؛ وعلم اليقين للفيض (ره) ، ج ١ ، الباب الثاني عشر ، ص ٥٥٤ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١١ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٤٠ ، ح ٣.