تبيان (١) لشيعتنا» (٢).
والأخبار فيما عنونّا به المقدّمة كثيرة ، كما نقله في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليهالسلام ممّا اقتبسناه في خطبة الكتاب ، فانّ جلّها أو كلّها مأخوذة منه متبرّكين به.
ولنقتصر من ذلك الكثير بهذا القليل.
فانظر الآن أيّها البصير إلى أنّ الله سبحانه على ما هو عليه من عزّ صفاته أهّلك لمخاطبته ومكالمته ، ووجّه خطابه وكلامه إليك ، وألّف كتابا لك ، وأرسله إليك على لسان أحبّ خلقه وأقربهم إليه ، وجعله الرسول المبلّغ له ، ثمّ جعل له حملة حفظة هم أقرب خلق الله إليه سبحانه بعد رسوله ، فلاحظ شأن المتكلّم ومؤلّف الكتاب ، ثمّ شأن مبلّغه ، تمّ شأن حامله بقدر معرفتك وسعة وعائك ، حتّى يظهر لك شأن الكتاب على حسب فهمك. وإلّا فلن تصل إلى أزيد من جزء واحد من أجزاء غير متناهية من شأن واحد من الثلاثة فضلا عن الأوّل. فان كنت عبد الله فكن مستمعا لكلامه ، متوجّها نحو خطابه ، متدبّرا في كتابه ، مهتديا بهداه ، آخذا به ، متّبعا له.
واعلم أنّ كلّ كتاب مصنّف (٣) تابع في الكمال والنقصان لمصنّفه في المرتبة فكلّ من كان أكمل علما وفضلا كان كتابه أكمل ، وكلّ موعظة لفظيّ أو كتبيّ تابعة لواعظه ، فمن كان أعلم بجهات الوعظ وأقدر وأرحم بالمخاطبين ، كان وعظه أعلى وأجلّ وأنفع ، وكلّ من كان أعلم بسرائر المخاطبين وأشفق بهم ، كان كلامه أنفع لهم.
__________________
(١) في بعض النسخ : «البيان».
(٢) القمّيّ ، ج ١ ، ص ٣٠ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٣.
(٣) المخطوطة : «كتاب كلّ مصنّف».