في صدور الّذين اوتوا العلم. ومن جملتها مقامات اخر لسنا نتعرّض لبيانها.
والامام أيضا مشتمل على جميع تلك المقامات ، فالقرآن بجميع مقاماته عندهم ولا يبطل بذلك المقايسة والمفاضلة نظرا إلى اتّحادهما حينئذ ؛ إذ ربّما يصحّ بملاحظة الاعتبارات والحيثيّات ، فيصحّ أن يلاحظ المقايسة بين القرآن بتمام شؤونه ، أو خصوص المرتبة اللّفظيّة والكتبيّة ، وبين الامام عليهالسلام باعتبار كونه صورة قبول القرآن والاجابة والتخلّق به. والأوّل في مقام الفعل والاقتضاء ، والآخر مقام الانفعال والاجابة. فالقرآن أكبر شأنا من هذه الملاحظة كما أنّه منسوب إلى الحقّ ومن صفاته ، والآخر من صفات العبد وإن كان الامام عليهالسلام هو الآية الكبرى التامّة ؛ لكنّه لم يلحظ في المقايسة.
ويصحّ أن يلاحظ بين جميع مراتب القرآن مع المندرج فيها مرتبة عند الامام عليهالسلام مقيسا إلى الامام عليهالسلام بسائر شؤونه إذا قطع النظر عن كونه حاملا لمراتب القرآن ، ويصحّ أن يلاحظ النسبة بين القرآن بجملتها ، وما صدر عن العترة في الظاهر قولا فقط أو مع ما ظهر من أفعالهم ، فانّه المتمسّك به لعامّة الناس لو أخذوا به ، وحينئذ فالكتاب أكبر منه. ولا أستبعد أن يكون السرّ في هذا التعبير ملاحظة حال السامعين ، وعدم قابليّتهم لكشف أزيد من ذلك عندهم ، أو أنّ أهل الظاهر الّذين هم الجمهور يرون كتاب الله منتسبا مضافا إلى الحقّ ، والامام عليهالسلام مستقلّا غير مضاف إليه سبحانه. فالأوّل أشرف من الثاني إذا لوحظا كذلك ، فافهم ما ذكر ، وليكن ببالك فلعلّه يتّضح به جملة من الأخبار المؤوّلة لكثير من الآيات بهم عليهمالسلام ؛ كما رواه عليّ بن إبراهيم القمّيّ ، عن أبي بصير بسند متّصل في تفسير قوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(١) عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال :
«الكتاب عليّ عليهالسلام لا شكّ فيه ، (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) قال : فيه
__________________
(١) البقرة / ٢.