في الزيارة والتحيّة والسلام ، وتلاوم أهل النار فيما بينهم» (١).
واللّطف الحقيقي هو جعله الولاية الّتي هي مساوقة للدين بل هي عينه ، وثمرة الولاية بل ظهورها بآثارها ؛ إذ الولاية موجب لتحقق الالفة والولاية بين الموالين ، وهي من آثار ولايتهم عليهمالسلام وتوابعها وشؤونها ، والتزاور والتحيّة والسلام كلّها من آثار المحبّه والاتّحاد والمؤاخاة الّتي هي من آثار الولاية.
وأمّا تلاوم أهل النار ، فمن لوازم عدم قبولهم الولاية ؛ قال الله سبحانه :(وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(٢).
ولنعم ما قيل بالفارسيّة :
جان گرگان وسگان جمله جداست |
|
متّحد جانهاى شيران خداست |
وأمّا الهاء ففي بعض الاخبار المفسّرة للحروف تفسيره بأنّه : «هان على الله من عصاه.» (٣) وهو مطابق لما مرّ ؛ إذ كلّ معصية راجعة إلى مخالفتهم عليهمالسلام ، كما أنّ كلّ طاعة إلى طاعتهم ، وكلّ معصية مخالفة لهم ، وكلّ مخالفة لهم معصية لله سبحانه ، بل هما متّحدتان معنى وحقيقة وإن اختلفا صورة واعتبارا.
وفي آخر تفسيره ب «هول جهنّم» (٤) ، وفي ثالث ب «هاء الهاوية» قال عليهالسلام :
__________________
(١) راجع كلام رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ في جواب من سأله عن تفسير أبجد ؛ نقله الصدوق ـ طاب ثراه ـ في التوحيد ، باب تفسير حروف الجمل ، ص ٢٣٧ ، ح ٢ ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ، عنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ.
(٢) الانعام / ١٥٣.
(٣) رواه الصدوق (ره) فى التوحيد ، باب تفسير حروف المعجم ، ص ٢٣٤ ، ح ١ ؛ والمعاني ، باب معاني حروف المعجم ؛ ص ٤٤ ، ح ١ ؛ والامالي والعيون عن علي بن موسى الرضا ـ عليهماالسلام ـ ... عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ ؛ وهكذا في البحار ، ج ٢ باب غرائب العلوم من تفسير أبجد وحروف المعجم ، ص ٣١٩ ، ح ٣.
(٤) رواه الصدوق (ره) في التوحيد ، باب تفسير حروف الجمل ؛ والمعاني والامالي ـ