أقول :
المناسبة المعنويّة في الابتداء بها ظاهرة ممّا سبق ؛ لأنّ للقارئ حقيقتها هي المبدء لنزولها وما اشتمل عليها من المعاني إن عمّت لمداليلها التبعيّة. وأمّا كون قرائتها ساترة ما بين السماء والارض ، وكونها مغنية عن الاستعاذة ، فالظاهر أنّه إنّما يكون إذا كانت القرائة مشتملة على الصورة والمعنى ، ويكون القاري متسميّا بها متحقّقا بحقيقتها على ما يفهم ممّا قدّمناه ، وإلا فمحض تحريك اللّسان لا يفيد هذه الفائدة العظيمة ، كما يظهر بالمراجعة إلى الوجدان ، وإن كان عدم خلوّه عن التأثير في الجملة غير منكر.
وفي العيون والمجالس عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال :
«(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.)» (١)
وفي العيون وتفسير الامام عليهالسلام أنّه قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام :
«أخبرنا عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أهي من الفاتحة؟
قال : فقال : نعم ، كان (٢) رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرأها ويعدّها آية منها ، ويقول : فاتحة الكتاب هي السبع المثاني.» (٣)
__________________
ـ ابن أحنف ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١١ من أبواب القراءة في الصلاة ، ص ٧٤٦ ، ح ٨ ، والصافى ، ج ١ ، ص ٥١.
(١) العيون ، ج ١ ، باب ٢٨ ، ص ٢٣٥ ؛ والمجالس ، المجلس الثالث والثلاثون وفيهما : عن علي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي ـ عليهماالسلام ـ عن آبائه ـ عليهمالسلام ـ ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١١ من أبواب القراءة فى الصلاة ؛ وهكذا في تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ١٠.
(٢) في المخطوطة وبعض النسخ : «فان».
(٣) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٢١ ؛ وهكذا في المصادر المذكورة في تعليقة ١ من هذه الصفحة بنفس الاسناد.