وهو بحيالي ، وكبّرني بعدد حجبي. فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا ؛ لانّ الحجب سبع (١) ، وافتتح القرائة عند انقطاع الحجب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنّة. والحجب متطابقة (٢) ثلاثا بعدد النور الّذي أنزل على محمّد صلىاللهعليهوآله ثلاث مرّات ، فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرّات ، فلاجل ذلك كان التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا. فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عزوجل : الان وصلت إليّ ، فسمّ باسمي. فقال : بسم الله الرحمن الرحيم. فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أوّل السوره ـ إلى آخر الحديث الشريف.» (٣)
وهو مشتمل على معان تكلّ العقول عن إدراكها إلا قليلا ومنها ، نشير إلى نبذة تتعلّق بهذه السورة في خلال التفسير بما يخطر تصوّره بالبال ، والله العالم بحقيقة الحال
فنقول :
بعد تحقّق الوصال وارتفاع الحجب افتتح صلىاللهعليهوآله بالقرائة ، وذكر اسم الحقّ ، إذ الوصال بفناء العبد في الحقّ عن أوصافه وأسمائه ، ويلحقه ظهور أسماء الله سبحانه عليه ، والتسمّي بها ، وهو حقيقة ذكر العبد الحقّ وبيانه له.
ولمّا كانت البسملة على ما مرّ مشتملة على جمل أسمائه سبحانه كانت هي الظاهرة على أشرف الممكنات في أشرف المقامات ، فصار محلّا لهذه الكلمة
__________________
(١) في المخطوطة : «سبعة» كما في العلل والبحار.
(٢) في بعض النسخ : «مطابقة».
(٣) العلل ، ج ٢ ، باب ١ ، ص ٣١٥ ؛ والكافي ، ج ٣ ، باب النوادر من كتاب الصلاة ، ص ٤٨٥ ؛ والبحار ، ج ١٨ ، باب إثبات المعراج ومعناه ، ص ٣٥٨.