ففي البسملة إثارة للحبّ والحياء والرجاء والخوف ، الّتي هي أصول التقوى والعبوديّة ، ولا ينفك العابد عن أحد هذه الاحوال.
ومنها :
انّ البسملة تسعة عشر حرفا والزبانية تسعة عشر ، فالمرجوّ من الله سبحانه أن يدفع بليّتهم بهذه الحروف التسعة عشر (١).
وأيضا انّ نوحا لمّا ركب السفينة قال : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها)(٢) ، فنجا بنصف هذه الكلمة ، فما ظنّك بمن واظب على الكلمة طول عمره؟ كيف يبقى محروما عن النجاة؟ كذا نبّه بعضهم.
وأيضا اليوم بليلته أربع وعشرون ساعة ، فرض خمس صلوات تقع في خمس ساعات منها ، فتبقى تسعة عشر ساعة لا يستغرق فيها بذكر الله سبحانه ، وعسى أن يجعل الله سبحانه هذه التسعة عشر حرفا كفّارة للتفريط الواقع في التسعة عشر ساعة (٣).
ولنقتصر في شرح ما يتعلّق بالبسملة على هذا المقدار وإن بقي التتمّة.
__________________
(١) هذا المعنى يؤيّد بما روي في جامع الاخبار الفصل الثاني والعشرون ، ص ٤٢ ، عن ابن مسعود ، عن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنه قال : «من أراد أن ينجيه الله تعالى من الزبانية التسعة عشر ، فليقرء «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» * ، فانها تسعة عشر حرفا ، ليجعل الله كل حرف منها جنّة من واحد منهم.» ونقله أيضا المجلسي (ره) في البحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٥٧ ، ح ٥٢.
(٢) هود / ٤١.
(٣) جميع ما تقدم أخيرا من النكات والحكايات مذكور في تفسير النيشابوري ، ج ١ ، ص ٢٥ ـ ٢٦ ؛ والتفسير الكبير ، ج ١ ، ص ١٣١ و ١٣٤.