الجمع المحلى للعموم حيث لا عهد فيفيد الكلام استغراق ربوبيّته كلّ عالم من العوالم ، قال بعضهم :
يقال : عالم الملك وعالم الانس وعالم الجنّ وكذا عالم الافلاك وعالم النبات وعالم الحيوان ، وليس اسما لمجموع ما سوى الله ، بحيث لا يكون له أفراد بل أجزاء ، فيمتنع جمعه.
وقد اختلفت الاخبار في عدد العوالم ، وذكر بعض أصحابنا العارفين :
«أنّ في بعضها العوالم ثلاثة ، وفي بعضها أربعة ، وكذا خمسة وستّة وسبعة ، وثمانية وتسعة وعشرة وعشرون وثلاثون وأربعون وخمسون وستّون وثمانون وو تسعون ومائة وألف وألف ألف ـ ثمّ قال : ـ والّذي عدّدنا من العوالم تسعة وثلاثون ألف ألف وتسعمائة ألف وتسعمائة وثمانون عالما.» انتهى.
وعن الصدوق [ره] في آخر الخصال أنّه روي عن الباقر عليهالسلام أنّه ذكر في قوله تعالى : (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ)(١) :
«إنّ الله قد خلق ألف ألف عالم ، وألف ألف آدم.» (٢)
ونحن في آخر العوالم وآخر الآدميّين ، وأوّل ذلك بارادة مراتب التنزّلات والتطوّرات ؛ كما أشار إليه أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله : «لقد دوّرتم دورات ، وو كوّرتم كورات.»
وقوله عليهالسلام : «إنّ لله في كلّ يوم ثلاثة عساكر : عسكر ينزلون من الاصلاب إلى الارحام ، وعسكر يخرجون من الارحام إلى الدنيا ، وعسكر يرتحلون من
__________________
(١) ق / ١٥.
(٢) الخصال ، ج ٢ ، ص ٦٥٢ ، والتوحيد ، باب ذكر عظمة الله جلّ جلاله ، ص ٢٧٧ ، ح ٢ ، عن جابر بن يزيد ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والبحار ، ج ٥٧ ، باب العوالم ، ص ٣٢١ ، ح ٣.