وموانع ومكملات وحدودا وموازين وقواعد لا يطّلع عليه إلّا من كان من أهله ، أو أخذه عنه ، ولا ينتفع به إلّا من كان محلّه قابلا له إذا أتى به بشروطه وموازينه بحسب الخصوصيّات المرتبطة بذلك المورد كمالا ونقصانا. فللشمس نور ظاهر بنفسه ، لكنّ الأعمى لا يبصره ولا يستنير به ، ومستحقّ للأجسام ، ومن ابتدأ به نوبة الربع غير مستحقّ به مربّي للنباتات والنبات الّذي بعد عهده عن الماء يهزل به ، ومنضج للثمار لكنّ الثمرة الّذي ضرّ به البرد لا تنضج به ، وما كان محتجبا عن نور الشمس لا ينتفع به. وطريق التصديق بما ذكر إمّا بملاحظة الآيات والأخبار الواردة في المقام مع جودة التفكّر فيها ، والاطّلاع على معانيها فيما اشتملت عليه منها بظاهرها ، إن كنت مؤمنا بظاهر الثقلين وباطنهما إجمالا موقّتا بأنّ شيئا منها غير مبنيّ على المجازفات الشعريّة ، وإنّه حقّ اليقين ، وإمّا تصديق أهل الخبرة فيها تقليدا لهم ، وإمّا تحصيل أهليّة الاطّلاع على تلك الاوصاف ، كلّ على حسب مقامه ليظهر لك كلّ منها بطريق الوجدان.
وسنذكر بعض شرح ذلك في المواضع المناسبة ـ إن شاء الله تعالى ـ بحسب المقدار السانح بالبال. أو لست من أهل إدراك حقائق تلك الاوصاف وحقائقها؟ لعلّه ينبّه الطالب المستعدّ ليشتغل فى طلبها والتأهل لظهورها فيه حتّى يجدها.