للازدواج ، كما في قوله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ.)(١) وإن كان الثاني مجازا في الآية عكس ما في الحديث.» (٢)
وقال الشاعر في جزء بيت الحماسة : «دنّاهم كما دانوا» (٣) ، قيل : «يعني : جازيناهم بمثل ما ابتدئونا به.»
والدين في قوله : (يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ)(٤) فسّر بالجزاء الواجب ، وفي قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ)(٥) بالجزاء ، وفي قوله : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)(٦) بالحساب المستقيم.
وربّما يطلق الدين على الشرع ، وهو مراد من حدّه بأنّه وضع لاولي الالباب يتناول الاصول والفروع ، وعلى الطاعة كما فسّر به قوله تعالى : (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ.)(٧)
وربّما يجيء «دان» بمعنى : أذلّ واستعبد. فيقال : فلان دان الناس إذا قهرهم فأطاعوه ، ويصدق يوم الدين على يوم القيامة بكلّ من هذه الوجوه ؛ إذ هو يوم الحساب والجزاء والشرع لظهور حقائقه وغاياته وثمراته ، ووقوعه على حسب ميزانه وأحكامه ، ويوم الطاعة لظهور ثمرة الطاعة فيه. بل هو المعدّ لظهور
__________________
(١) البقرة / ١٩٤.
(٢) القول للطريحي (ره) ، ذكره في مجمع البحرين بعد نقل الحديث المتقدم.
(٣) هو جزء بيت من قصيدة «سهل بن شيبان» قالها في حرب البسوس ، وهى :
فلما صرح الشر فأمسى وهو عريان |
|
ولم يبق سوى العدوان دناهم كما دانوا |
فراجع جامع الشواهد ، باب الفاء.
(٤) النور / ٢٥.
(٥) الذاريات / ٦.
(٦) التوبة / ٣٦ ؛ ويوسف / ٤٠ ؛ والروم / ٣٠.
(٧) التوبة / ٢٩. وقد توجد هذه الوجوه في تفسير «الدين» في مجمع البحرين.