نسبة إليه كبيته ، فمن كان خاشعا عند تلاوته واستماعه ، وعند أولياء الله سبحانه كان خاضعا لله ؛ (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى). (١)
وله مقام صور جعلت خضوعا وعبوديّة كالصلاة ، وتسمّى عبادات بالمعنى الاخصّ ، وهي أمور مخصوصة ومهيّات مجعولة ، جعلت لأن يعبد به الله سبحانه.
ولكلّ من هذه المقامات فروع وأغصان ومكتنفات وآثار. وقد ورد في حديث «عنوان البصري» عن الصادق عليهالسلام بعض ما أشرنا إليه. قال في مجمع البحرين على ما في النسخة : وحقيقة العبوديّة كما في حديث «عنوان» ثلاثة أشياء :
«أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوّله الله ملكا ؛ لأنّ العبيد لا يكون لهم ملك ، بل يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله ، ولا يدبّر العبد لنفسه تدبيرا ، وجملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى ونهاه عنه. فاذا لم ير العبد فيما خوّله الله ملكا هان عليه الانفاق ، وإذا فوّض العبد تدبير نفسه إلى مدبّرها هانت عليه مصائب الدنيا ، وإذا اشتغل العبد فيما أمره الله ونهاه لا يتفرّغ منهما إلى المراء والمباهات مع الناس. فاذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدنيا والمسيس والخلق ، ولا يطلب الدنيا تفاخرا وتكاثرا ، ولا يطلب عند الناس عزّا وعلوّا ، ولا يدع أيّامه باطلة. فهذا أوّل درجة المتّقين.» (٢)
__________________
(١) الحجرات / ٣.
(٢) مجمع البحرين ، ج ٣ ص ٩٦ ؛ وروى شيخنا البهائي ـ نوّر الله مضجعه ـ بتمامه في الكشكول ، ج ٢ ، ص ١٨٤ ؛ ونقله المجلسي (قده) في البحار ، ج ١ ، باب آداب ـ