«م ، ن» فالميم (١) ملك يوم الدين ، يوم لا مالك غيره ، ويقول عزوجل : لمن الملك اليوم؟ ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه ، فيقولون : لله الواحد القهار ، فيقول جل جلاله : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(٢) والنون نوال الله للمؤمنين ، ونكاله بالكافرين.
«و ، ه» فالواو ويل لمن عصى الله من عذاب يوم عظيم ، والهاء هان على الله من عصاه.
«لا» فلام ألف «لا إله إلا الله» ، وهي كلمة الاخلاص ؛ ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة.
«ى» يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق ، سبحانه وتعالى عما يشركون.
ثم قال عليهالسلام : ان الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال : ([قُلْ] لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(٣).
وباسناده عن الكاظم ، عن آبائه ـ عليهمالسلام ـ ، عن الحسين بن علي ـ عليهماالسلام ـ قال :
«جاء يهودي إلى النبي صلىاللهعليهوآله وعنده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال [له] : ما الفائدة فى حروف الهجاء؟
__________________
(١) في المخطوطة : «فالملك».
(٢) الغافر / ١٦ ـ ١٧.
(٣) الاية : الاسراء / ٨٨ ؛ والحديث ، فقد مر بعض فقراته في تفسير «بسم الله» ، فراجع تعليقة ١ ص ٢٢١.