وأما «حطى» ، فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر ، وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر وأما الطاء ، فطوبى لهم وحسن مآب ، وهي شجرة غرسها الله عزوجل ونفخ فيها من روحه ، وإن أغصانها الترى من وراء سور الجنه تنبت بالحليّ والحلل متدلية على أفواههم وأما الياء ، فيد الله فوق خلقه ؛ سبحانه وتعالى عما يشركون وأما «كلمن» فالكاف كلام الله (لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)(١) وأما اللام ، فالمام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام ، [و] تلاوم أهل النار فيما بينهم وأما الميم ، فملك الله الذي لا يزول ، ودوام الله الذي لا يفنى وأما النون ف (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ)(٢) فالقلم قلم من نور ، وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون ، وكفى بالله شهيدا.
وأما «سعفص» ، فالصاد صاع بصاع ، وفص بفص ، يعني : الجزاء بالجزاء ، وكما تدين تدان ، إنّ الله لا يريد ظلما للعباد.
وأما «قرشت» ، يعنى قرشهم الله فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة ، فقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون (٣).
__________________
(١) ناظر إلى قوله تعالى في سورة الكهف ، آية ٢٧ ، وهو : «لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً».
(٢) القلم / ١.
(٣) قد مضى بعض فقراته في تفسير البسملة في مواضع شتى ، فراجع المآخذ المذ ـ كورة في تعليقة ١ ص ٢٢٢.