وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ.)(١).
ـ وأورد للثاني ـ قوله تعالى :
(الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ.)(٢) يعني : صدّقوا.
وقوله : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى)(٣) أي : لا نصدّقك.
وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) أي : يا أيّها الّذين أقرّوا وصدّقوا. ـ ثمّ قال : ـ
فالايمان الخفيّ (٤) هو التصديق ، وللتصديق شروط لا يتمّ التصديق إلا بها.
وقوله : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.)(٥) ـ ثمّ قال : ـ فمن أقام بهذه الشروط فهو مؤمن مصدّق ـ ثمّ قال : ـ
وأمّا الايمان الّذي هو الاداء ، فهو قوله تعالى لمّا حوّل الله قبلة رسوله إلى الكعبة قال أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يا رسول الله ، فصلاتنا إلى بيت المقدس بطلت؟» فأنزل الله تبارك وتعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ)(٦) فسمّى الصلوة
__________________
(١) النساء / ١٣٦.
(٢) يونس / ٦٣ ـ ٦٤.
(٣) البقرة / ٥٥ ، وفيها : «وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ ...».
(٤) خ. ل : «الحق».
(٥) البقرة / ١٧٧.
(٦) البقرة / ١٤٣.