في كتاب الله.» (١) انتهى.
والظاهر من حاله أنّه أخذه من الروايات المتفرّقة ، أو هو رواية واحدة ، وربّما ينسب أصل كتاب تفسيره إلى الصادق عليهالسلام ، كما أورد هذه النسبة السيّد البحراني في تفسير البرهان. (٢)
والذي يظهر لي في المقام أنّ الايمان ليس له معان متعدّدة متباينة على سبيل الاشتراك اللّفظي ، كما ربّما يلوح من بعض ، ولا هو أمر واحد لا يقبل التفاوت والتشكيك والكمال والنقص ، كما ربّما يظهر من بعض ، ولا هو ذو شأن واحد لا يتعدّاه إلى غيره ، كما هو ظاهر كثير ، ولا هو عبارة عن مجموع عدة أمور مختلفة متباينة في محالّ مختلفة ، يسمّى ذلك المجموع من حيث المجموع إيمانا ، بحيث ينتفي اسم الكلّ بانتفاء البعض ، كما ربّما يظهر من جماعة ، بل الظاهر الّذي يجمع به بين الاطلاقات المختلفة ، والاخبار المترائى بينها التعارض أنّ لفظ الايمان باق على معناه الاصلي ، لكنّه اختصّ باعتبار متعلّقه ، فهو عبارة عن إيمان الانسان نفسه من طرف الحقّ سبحانه ، وإزالة القلق والاضطراب بحصول السكون والثقة والامن له من طرف الحقّ بقبوله الحقّ ، وأمنه التكذيب والمخالفة. وحينئذ فلشجرة الايمان أصل هو المعرفة والاعتقاد بدرجاتها المقابل للشكّ ، وقبوله ذلك المعرفة في مقابل الجحود القلبي والإباء النفساني على درجات القبول في تماميّة الرسوخ في النفس وعدمه ؛ ولها أغصان باعتبار التأثّر بمقتضى ذلك المعرفة ،
__________________
(١) القمي ، ج ١ ، ص ٣٠ ؛ والبحار ، ج ٦٨ ، باب الفرق بين الايمان والاسلام ، ص ٢٧٣ ، ح ٣٠ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٦.
(٢) قال (ره) في أول تفسيره : «ثم إن لم أعثر في تفسير الآية من صريح رواية مسندة عن أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ ذكرت ما ذكره الشيخ أبو الحسن علي بن ابراهيم ، الثقة في تفسيره ؛ إذ هو منسوب إلى مولانا وإمامنا الصادق ـ عليهالسلام ـ ...».