أو شيئا منها صورة بدون الاصل ؛ إذ ليس هو شجرة بل هو يشبه الشجرة وليس منها فهو نفاق ، أو تكلّف ، أو تصنّع ، أو رياء وسمعة ، بل ليس غصنا وفرعا بعد انتفاء الاصل والساق ، وإن اشتبه بهما للتشاكل والتشابه.
وحينئذ يترتب عليه أحكام المؤمن في الدنيا ما لم يظهر الحال لقيام الدنيا بالصور ، ويضمحلّ في الآخرة لظهور الحقائق فيها.
ثم إن للّسان خصوصية التعبير اللّفظي عن الاعتقاد والقبول الباطنيين وهو الاقرار بالحق ، وهو الايمان اللّفظي ، فالايمان مبثوث على أجزاء الانسان وجوارحه كما ورد في الاخبار (١) ، وهو بمنزلة الانسان المشتملة على الاعضاء الرئيسة وغيرها من الاصول والفروع والمكملات والمحسنات والمزينات. وكما أن شيئا من تلك الامور لا يخرج عن الانسان وإن كان لا ينتفي الانسان بانتفاء أكثره ، وينتفي بانتفاء الاعضاء الرئيسة ، كذلك لا يخرج شيء من المراتب عن الايمان وإن لم ينتف إلا بانتفاء البعض ، ولكنّه ناقص بنقصان البعض ؛ كالانسان المقطوع الاعضاء.
ويشبه أن يكون عبادة كلّ جارحة بازاء نفس ذلك العضو من الايمان ، فيكون عبادة القلب من المعرفة والقبول الّذي هو عقد القلب قلبا للايمان ، وعبادة الدماغ دماغا للايمان ، والعين عينا له ، وهكذا ؛ إذ الاصل في عبادة كل جارحة أن يكون تابعة لتلك الجارحة شرفا وخساسة. فالايمان المبثوث على كل جارحة هو تلك الجارحة بعينها من جوارح الايمان ، وهذه المراتب كلّها أجزاء لبدن الايمان كالاجزاء المحسوسة من الايمان ، وله روح يسمّى روح الايمان ، وقد تكرر في
__________________
(١) كالرواية الطويلة التي أورده الكليني (ره) في الكافي ، ج ٢ ، باب في أن الايمان مبثوث لجوارح البدن كلها ، ص ٣٣ ، ح ١ ، عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ؛ والنعماني (ره) في تفسيره عن الصادق ، عن أمير المؤمنين ـ عليهماالسلام ـ كما في البحار ، ج ٩٢ ، باب ما ورد في أصناف آيات القرآن ، ص ٤٩ ، فراجع.