وتفاصيلهما ، ونبوة الانبياء ، وإمامة الائمة عليهمالسلام إلى غير ذلك من الامور الغائبة عن الحواس ، كما يشهد له ما في تفسير الامام عليهالسلام (١) ، ويندرج فيه ما في تفسير القمي (٢) ، وما ورد في الاخبار الاخيرة من إرادة الايمان بالقائم ـ عجل الله تعالى فرجه ـ أو بقيامه (٣).
ولعلّ وجه التخصيص في تلك الاخبار أنه أكمل أفراد الايمان بالغيب ، الّذي هو صفة جيء في مقام المدح على أحد الوجوه في تركيب الموصول. وحينئذ فهو يشعر بكون عنوان الايمان بالغيب من حيث أنه ايمان بالغيب مدحا ، فكلّما ازداد الايمان أو جهات الغيبوبة في المؤمن به كان أكمل. ولا ريب أنّ الايمان بامامة الامام الغائب وقيامه مع سائر الغيوب المتعلّقة للايمان أولى بصدق الايمان بالغيب من المؤمن بالامام الحاضر ، فهو المستحق للمدح الكامل ، ولان يقال له : طوبى ، كما في الخبر الاخير ، فهو أكمل أفراد الموصوفين بالآية.
ولك أن تقول : إنّ الامام لما كان مرآتا للمعارف الايمانية كلّها ، فحضوره كأنه حضور جميع ما يتعلّق به الايمان ، وغيبته غيبتها ، فالايمان بالامام الغائب هو الايمان بالغيب.
ويمكن أن يقال : إن الظاهر من الغيب هو الامر الموجود الخفي ، الّذي يمكن له فرض الحضور ، ومن شأنه ذلك ، فلا ينصرف إلى الحق ؛ إذ ليس من شأنه الحضور بالمعنى العرفي ، ولا أمور القيامة ؛ إذ ليست هي موجودة الآن في هذا العالم وإن وجدت الجنة والنار ، ولا النبوة وإمامة الامام الحاضر لانتفاء شأنية الحضور للوصفين ، والمفروض مشاهدة الموصوف أو ارتحاله إلى عالم آخر ليس له شأنية الحضور عند الناس. فالفرد الظاهر من الايمان بالغيب هو الايمان بالنبيّ
__________________
(١ و ٢ و ٣) تقدم كلها في أول هذا الفصل ، فراجع.