والتسبيح عنها.» (١)
وقال بعضهم : إنّ المفهوم من إقامة الصلاة ليس إلا أدائها وإيقاعها في الخارج من غير إشعار بما اعتبر فيه من التقوّم على الوجه المذكور ، فضلا عمّا ذكر في الوجه الثاني من التشبيه الغريب ، الذي قلّما يخطر بالبال ، ولا يظهر وجهه إلا بعد تأمل وافر.
وأما الثالث ، فلا يشعر الكلام بوجه التجوز والعلاقة فيه ، مع أن التجلّد والتشمّر من غير فتور وتقاعد إنما هو القيام بالامر ، لا إقامته وجعله قائما غير قاعد.
وأما الرابع ، ففيه أنّ الجزء للصلاة هو القيام لا الاقامة ، فلا معنى للقول بأنه عبر عن الاداء بالاقامة ؛ لأنّ القيام بعض أركانها ، وأمّا أن الاقامة فعل القيام وهو ركن في الصّلاة ، فلا يصحح الكلام ، لأنّ الركن فعل القيام بمعنى تحصيل الهيئة التي هي القيام في نفس الفاعل ، لا بمعنى إيجاد القيام في شيء آخر سيّما في الصلاة.
فالاحسن أنّ معناها جعل الصلاة قائمة حاصلة في الخارج من قولهم : «قام هذا بنفسه وذاك بغيره».
وربما يذكر في تفسير إقامة الصلاة إتمام ركوعها وسجودها ، وحفظ مواقيتها وحدودها ، وصيانتها ممّا يفسدها وينقصها ، وهو قريب من الاول.
وعن التوحيد باسناده عن الكاظم عليهالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث طويل يذكر فيه معاني فصول الاذان ، وفي آخره :
«ومعنى «قد قامت الصلاة» في الاقامة أي : حان وقت الزيارة والمناجاة ، وقضاء الحوائج ودرك المنى (٢) ، والوصول إلى الله
__________________
(١) راجع الكشاف ، ج ١ ، ص ٢٢ ؛ وأنوار التنزيل ، ص ٩.
(٢) المنى : جمع «منية» بضمّ الميم وكسرها ، وهي ما يتمناه الانسان.