بعضه ببعض ، ومربوطا آتيه بماضيه ، وأيقنوا بالآخرة إيقانا زال عنهم ما كانوا عليه من الاعتقادات الفاسدة في النشأة الآخرة ، فكأنّهم لم يكونوا معتقدين بالآخرة حقيقة ، وإنما كانوا معتقدين آخرة موصوفة بصفات لا تحقق لها أصلا. وحينئذ فلا يبعد اختصاص الطائفة الأولى بالكفار الذين آمنوا ابتداء من غير أهل الكتاب.
أو تترك على إطلاقه ، ويكون عطف الخاص على العام تشريفا لهم ، وترغيبا لأمثالهم في الدين.
وعلى الوجهين فالظاهر كون الموصول عطفا على الموصول ، ويكون كلمة المتّقين في الآية الاولى شاملة للطائفتين معا وإن احتمل غير ذلك أيضا.
ولعلّ الاقرب كون الموصولين معا من توابع تلك الكلمة وصفت المتّقون بهما ، لا أنّ الموصول الاوّل مبتدأ والثاني كالمبتدأ معنى لكونه معطوفا عليه ، وجملة «اولئك» خبر للمبتدأ ، وإن اختاره بعضهم.
والوجه الثاني أن لا يكون مختصا بأهل الكتاب ، فيكون وصفا آخر للمتقين كما هو الظاهر فيما عطف عقيب قوله سبحانه : «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ـ إلى آخر الآيات العديدة.» (١)
وكلا الوجهين (٢) قويّان هنا.
__________________
(١) المؤمنون / ١ ـ ٩.
(٢) في المخطوطة : «الوجهان».