ممات (١) معها ، وإلى نعيم لا نفاد له ، وإلى ملك لا زوال عنه وإلى سرور لا حزن معه وإلى أنس لا وحشة معه ، وإلى نور لا ظلمة معه ، وإلى سعة لا ضيق فيها (٢) ، وإلى بهجة لا انقطاع لها ، وإلى غنى لا فاقة معه ، وإلى صحة لا سقم معها ، وإلى عز لا ذل معه ، وإلى قوة لا ضعف معها ، وإلى كرامة يا لها من كرامة ، وعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى ، ونجاة الآخرة والاولى.
وفي المرّة الثانية «حيّ على الفلاح» ، فانّه يقول : سابقوا إلى ما دعوتكم إليه ، وإلى جزيل الكرامة وعظيم المنّة ، وسني النعمة والفوز العظيم ، ونعيم الابد في جوار محمّد صلىاللهعليهوآله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.» (٣)
ثم إنه بناء على الوجه الثاني من الوجهين المتقدّمين ، فالمراد ب «اولئك» في الموضعين هو المتّقون ، الذين وصفهم بالصفات الخمسة ، بل الستة ، وبناء على الوجه الاوّل بواحد من الثلاثة الاول والاخيرة.
هذا إذا لم نجعل الموصول الاوّل أو الثاني مبتداء وإلا فالمراد بهما هم (٤) الذين يؤمنون بالغيب إن كان هو المبتدأ ، أو «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ ـ الخ» إن جعل مبتداء على بعد فيه.
وعلى الاول ، فبعد أن وصف سبحانه المتقين الذين لهم القرآن هدى بصفات
__________________
(١) خ. ل : «موت».
(٢) خ. ل : «معها».
(٣) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ١ ص ٤١٧.
(٤) في المخطوطة : «هو».