(فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ.)(١)
وفي التوحيد باسناد معتبر عن الصادق عليهالسلام قال :
«إنّ الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور ، وفتح مسامع قلبه ، ووكّل به ملكا يسدّده ؛ وإذا أراد بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء ، وسدّ مسامع قلبه ، ووكّل به شيطانا يضلّه.» ثمّ تلا هذه الآية.
قال الصدوق ـ رحمهالله ـ بعد ذكر الآية والرواية :
«إنّ الله إنما يريد بعبد سوء لذنب يرتكبه ، فيستوجب به أن يطبع على قلبه ، ويوكّل به شيطانا يضلّه ، ولا يفعل ذلك به إلا باستحقاق ، وقد يوكل عزوجل بعبده ملكا يسدّده باستحقاق ، أو تفضّل ، ويختصّ برحمته من يشاء ؛ وقال الله تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ.)(٢) انتهى.
وروي فيه باسناده عن السجاد عليهالسلام أنّه قال في حديث :
«ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر آخرته ،
__________________
(١) الانعام / ١٢٥.
(٢) الآية : الزخرف / ٣٦ ؛ والحديث في التوحيد ، باب التعريف والبيان والحجة والهداية ، ص ٤١٥ ، ح ١٤ ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ؛ وهكذا رواه الكليني (ره) في الكافي ، ج ١ ، باب الهداية أنها من الله عزوجل ص ١٦٦ ، ح ٢ ، بهذا الاسناد ؛ والعياشي (رض) في تفسيره ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ، ح ٩٤ ، مرسلا عن سليمان بن خالد ، عنه ـ عليهالسلام ـ ، ونقله الفيض (ره) في الصافي ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ، والبحراني (ره) في البرهان ، ج ١ ، ص ٥٥٢ ، ح ١.