بالجوارح موجودا ؛ كأداء الشهادتين ، أو الاتيان بالعبادة الدالة على الايمان كالصلاة ، وذكر الله ، وقد يكون الامران موجودين في الجملة ، ولكن يظهر المقدار الذي [يكون] موجودا بقول أو عمل ، أو يكون مقام الاخلاق والاحوال وغيرهما ممّا سبق كونه في مقام الاغصان معدومة بأسرها أو ببعضها ، ويظهر المفقود بالقول أو العمل ، أو يكون نيّة الخلوص والقربة مفقودة ، ويأتي بالعبادة مظهرا أنها لله.
وبالجملة فلا يبعد إلحاق كلّ من أظهر شأنا من شؤون الدين ومرتبة من المراتب ، ولم يكن متحققا به في الواقع بحقيقة النفاق ، فالنفاق يشارك الكفر في الباطن ، ويشابه الايمان في الصورة الظاهرية ، فهو إظهار إيمان وصورة إيمان لا حقيقة له ، بل حقيقة من شجرة الكفر إن جعلناهما ضدين لا ثالث لهما في كلّ مقام وكلّ شأن ، وإلا جاز خلوّ الباطن عن الحقيقتين ، وكان النفاق في الباطن أعمّ من الكفر في بعض المراتب.
وربّما يرشد إلى ما ذكرنا ما ورد على ما ببالى من أن :
«كلّما زاد (١) خشوع الجسد على خشوع القلب (٢) فهو عندنا نفاق.» (٣)
__________________
(١) في المصادر : «ما زاد».
(٢) في المصادر : «على ما في القلب».
(٣) رواه الكليني (رض) في الكافي ، ج ٢ ، باب صفة النفاق والمنافق ، ص ٣٩٦ ، ح ٦ ، عن مسمع بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ، عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؛ وهكذا في الصافي ، ج ٢ ، ص ١٣٦ ؛ ونور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٥٢٨ ، ح ٩.
وقريب من هذا المضمون موعظة عن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ أوردها ابن شعبة الحراني (ره) في تحف العقول ، ص ٤٢ ، وهي : «إياكم وتخشع النفاق ، وهو أن يرى الجسد خاشعا ، والقلب ليس بخاشع.»
قال المجلسي (ره) في المرآة ، ج ١١ ، ص ١٧٣ ، في شرح حديث الكليني (رض): ـ