الظاهر أنهم ما كانوا يدعون شأنا من شؤون الايمان وغصنا من أغصانه بالمعنى المتقدم ، إلا أظهروا تحققهم به ، مع أنّهم في الباطن كاملون في الكفر مستجمعون لأصله وأغصانه وفرعه ، فهم إن ذكر النفاق كانوا أصله وفرعه ومعدنه ومأويه ومنتهاه ، وأتباعهم في مقام الفعل والحقيقة ، لا في مقام اللّفظ والدعوى ؛ من اتصف بتلك الصفات النفاقيّة ، ووافق صفتهم في الصورة والمعنى على دركات كثيرة بمقدار تخلّقه واتصافه بصفتهم وشأنهم ، فلا تغترّ بمن ينتحل التشيع وهو على هذه الصفة ، كما ربما يدلّ [عليه] ما سبق من الرواية ، بل لعلّ هذا الانتحال الصوري أيضا متابعة ومشايعة لأعدائهم حيث كانوا يقولون عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ما سبق عن التفسير من دعاويهم بالنسبة إلى قبول الولاية ، فيشبه حالهم حال من يدّعي التشيع وهو في صفة أعدائهم وأخلاقهم وأعمالهم وجهالتهم ، الّتي كلّها نفاق أو كفر بالمعنى الاعمّ.
ولعلّ من ذلك يظهر لك الوجه في الاخبار الواردة في صفات الشيعة ، وانحصار الشيعة بالمتصفين بصفات ربّما يعزّ وجودها ، ونفي هذا الاسم عن غير المتصف بصفات كماليّة ، كما لا يخفى على من تصفّح تلك الاخبار في مظانها من «بحار الانوار» (١) وغيرها.
نسئل الله سبحانه أن يخلّصنا من شؤون تلك الشجرة الخبيثة ، ويجعلنا من المؤمنين المخلصين ، والشيعة الحقيقيين بحق الائمة الطاهرين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ.
__________________
(١) راجع بحار الانوار ، ج ٦٨ ، باب صفات الشيعة.