الاحوال والاخلاص ، والتوجّه التامّ ، والاعمال الخفيّة الّتي لا يطّلع عليها إلّا الله سبحانه ، وتكميل المعرفة ، فهم يقضون في الباطن شهواتهم ، ولا يدعون أهوية أنفسهم ، فليسوا أسراء إيمان في بواطنهم ، بل يفرّون عن ذلّ حقيقة العبوديّة في الباطن.
فتدبّر هذه الاحوال في نفسك وحاسبه ، واترك حال غيرك ، وراقب أمر نفسك ، فان لم تجد شيئا من هذه الخلال فيها ، فكرّر النظر ، وأنعم الفكر ، فانّ النفس خدّاعة غرّارة ، وإن كان فيها ، فبادر الحذر والتخلّص ؛ والله المستعان.