قال موفّق بن أحمد عقيب ذلك :
«فدلّت الآية على إيمان علي ـ كرّم الله وجهه ـ ظاهرا وباطنا ، وعلى قطعه موالاة المنافقين وإظهار عداوتهم. والمراد من الشياطين رؤساء الكفّار».
هكذا وجدناه ، وإنّما أوردناه من طريق العامّة على ما ذكره لما فيه من ذكر الفضيلة.
وعن ابن شهر آشوب ، عن الباقر عليهالسلام :
«أنّها نزلت في ثلاثة لمّا قام النبيّ صلىاللهعليهوآله بالولاية لأمير ـ المؤمنين عليهالسلام أظهروا الايمان والرضاء بذلك ، فلمّا خلوا بأعداء أمير المؤمنين عليهالسلام قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزؤن» (١)
وعن تفسير الهذيل ومقاتل ، عن محمّد بن الحنفيّة ، في خبر طويل :
«(إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) بعليّ بن أبي طالب ، فقال الله تعالى : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) ؛ يعني : يجازيهم في الاخرة جزاء استهزائهم بأمير المؤمنين عليهالسلام» (٢).
وعن تفسير الامام عليهالسلام في معنى الاية ، قال موسى بن جعفر عليهالسلام :
«وإذا لقى هؤلاء الناكثون للبيعة المواطئون على مخالفة عليّ عليهالسلام ودفع الامر عنه الّذين آمنوا قالوا : آمنّا كايمانكم ، وإذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذرّ وعمّار قالوا
__________________
(١) البرهان ، ج ١ ، ص ٦٤.
(٢) أورده ابن شهر آشوب (ره) في المناقب ، ج ٣ ، ص ٩٤ ؛ ونقله المجلسي (ره) في البحار ، ج ٨ باب النار ، ص ٣٠١ ، ح ٥٦ ؛ والبحراني (ره) في البرهان ، ج ١ ، ص ٦٤.