المعنى ؛ كالكلّيّة والجزئيّة وغيرهما لما بينهما من العلاقة والربط معنى ؛ إذ مدلول المثل أمر هو مماثل للممثّل له ونظيره ، وإطلاقه على الصفة والحال باعتبار كون الصورة والحال الظاهر في الكلام الذي هو المعنى المتصوّر عند النفس مماثلا لما حلّ في الممثّل ، كما يقال للصورة التمثال ، ويقال : مثّلت له تمثيلا إذا صوّرت له مثاله بالكتابة وغيرها.
واحتمل في الموصول هنا أن يكون موضوعا موضع «الذين» ؛ كقوله : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا)(١) باعتبار أنّ «الذي» وصلة إلى وصف كلّ معرفة بجملة وتكاثر وقوعه في كلامهم ، وكونه مستطالا بصلته ، فصار خفيفا بالتخفيف ، وأنّ جمعه ليس بمنزلة جمع غيره بالواو والنون ، إنّما ذلك علامة لزيادة الدلالة ، كما يشهد له وحدة لفظ سائر الموصولات في الجمع والواحد ، وأن يكون المراد جنس المستوقدين وإن يراد الجمع أو الفوج الذي استوقد نارا.
وهذه الوجوه إنّما يوجّه لأجل إرجاع ضمير بنورهم وما بعدها إلى الموصول ، وإلا فتشبيه مثل جماعة المنافقين بمثل الشخص الذي استوقد ممّا لا ضير فيه أصلا. فعلى تقدير عدم إرجاع ضمائر الجمع إلى لفظ الموصول يتعيّن إبقاء اللّفظ على ظاهره.
ولعلّ أولى الوجوه إرادة الجنس من الموصول بحيث يشمل الواحد والمتعدّد بعد النظر إلى المعنى واللّفظ معا ، كما يظهر وجهه بالتأمّل.
ووقود النار : سطوعها وارتفاع لهبها ، والنار : جوهر لطيف مضيء حارّ محرق ، والنور : ضوئها ، وهو نقيض الظلمة.
__________________
(١) التوبة / ٦٩.