هو المعيار والمناط ، وإلا فالجزئيّ لا يكون بنفسه كاسبا لمجهول ، كما تقرّر في علم المنطق ؛ مثلا : المؤمن الّذي ذكر في سورة «يس» شخص جزئيّ حقيقيّ قيل له : (ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ). (١) لكنّ الّذي يرتبط بوقوع هذا الخطاب عليه من خصوصيّاته هو إيمانه وأعماله الصالحة من دعوة قومه ، أو تحمّل الاذى في جنب الله مثلا دون شكله ولونه ونسبه واسمه ؛ فتنزيل الآية وحدّه الرجل الّذي يسعى هو ذلكّ الشخص بعينه ، وتأويله من كان بمثل عمله. فمفاد التأويل قضيّة كلّيّة هو أنّ : كلّ من آمن وعمل كذا مثلا يقال له : ادخل الجنّة ، ممّن مضى وممّن يأتي كلّما جاء شخص بصفة كذا ، وقع عليه كذا ، على ما روي عن إسحاق بن عمّار زيادة على ما مرّ ، قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام : يقول :
«إنّ للقرآن تأويلا ، فمنه ما [قد](٢) جاء ، ومنه ما لم يجىء فاذا وقع التأويل في زمان إمام من الائمّة عليهمالسلام عرفه إمام ذلك الزمان.» (٣)
وروي عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«تفسير القرآن على سبعة أوجه ، منه ما كان ، ومنه ما لم يكن بعد ، تعرفه الائمّة عليهمالسلام.» (٤)
وفي رواية محمّد بن مسلم :
«والقرآن ضرب فيه الامثال للناس.» (٥)
__________________
(١) يس / ٢٦.
(٢) سقط عن المخطوطة.
(٣) رواه الصفّار (ره) في البصائر ، الجزء الرابع ، باب ٧ ؛ ونقله الحرّ العاملي (ره) في الوسائل ، ج ١٨ ، باب ١٣ من أبواب صفات القاضي ، ص ١٤٥.
(٤) نفس المصادر.
(٥) قد مرّ آنفا.