وأمّا باطن التأويل فكذلك ، ولكن يجري فيه على معنى الباطن ؛ كما روي عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ؟)(١)
قال عليهالسلام :
«هو الحسن بن عليّ عليهماالسلام أمر بالكفّ عن القتال والصلح.» أو كما قال : (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ)(٢) قال :
«هو الحسين بن علىّ عليهالسلام كتب عليه القتل ، والله لو برز معه أهل الارض لقتلوا.» (٣)
فانظر هذا المعنى ، فانّه تأويل باطن ، لانّه باطن تأويل ؛ لكن لا يجري على ظاهر العربيّة كما ترى.
وكما ورد في قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً)(٤) ما معناه : «أن الانسان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنّ الوالدين الحسن والحسين عليهماالسلام.» (٥)
وكما رواه فرات بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ)(٦) عن أحدهم عليهمالسلام قال :
__________________
(١) النساء / ٧٧.
(٢) النساء / ٧٧.
(٣) لم نجد الحديث بعينه فيما بأيدينا ، ولكن يقرب من ألفاظه الحديثان اللّذان رواهما العيّاشي (ره) في تفسيره ، ج ١ ص ٢٥٨ ، عن الحسن بن زياد العطّار ، عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ، وعن عليّ بن أسباط يرفعه ، عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ ؛ ونقلهما البحراني (رض) في البرهان ، ج ١ ، ص ٣٩٥ ، ح ٦ و ٧.
(٤) العنكبوت / ٨.
(٥) راجع القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ، ونور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١١.
(٦) الذاريات / ٧.