وباسناده عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في حديث احتجاجه على الصوفيّة لمّا احتجّوا عليه بآيات من القرآن في الايثار والزهد ، قال :
«ألكم علم بناسخ القرآن ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، الّذي في مثله ضلّ من ضلّ ، وهلك من هلك من هذه الامّة؟ قالوا (١) له أو بعضه فأمّا كلّه فلا.
فقال [لهم] : فمن هنا اتيتم ، وكذلك أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ إلى أن قال : ـ فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله ، وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، وأحاديثه الّتي يصدّقها الكتاب المنزل ، وردّكم إيّاها لجهالتكم ، وترككم النظر في غريب (٢) القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ (٣) ، والمحكم والمتشابه ، والامر والنهي ـ إلى أن قال : ـ دعوا عنكم ما اشتبه عليكم ممّا لا علم لكم به ، وردّوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعذروا عند الله ، وكونوا في طلب ناسخ (٤) القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، وما أحلّ الله فيه ممّا حرّم ، فانّه أقرب لكم من الله ، وأبعد لكم من الجهل ؛ دعوا الجهالة لأهلها ، فانّ أهل الجهل كثير ، وأهل العلم قليل ؛ وقد قال الله : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ.)» (٥)
__________________
(١) في بعض نسخ الكافي : «فقالوا».
(٢) في بعض نسخ الكافي : «غرائب».
(٣) في بعض نسخ الكافي : «بالناسخ من المنسوخ».
(٤) في بعض نسخ الكافي : «علم ناسخ».
(٥) الآية : يوسف / ٧٦ ؛ والحديث في الكافي ، ج ٥ ، ص ٦٥ ، ح ١ ؛ والوسائل ج ١٨ باب ١٣ من أبواب صفات القاضي ، ص ١٣٥ ، ح ٢٣.