الشريعة الكاملة التامّة بهذه الشريعة ، فهم بمنزلة الدّعاة إلى بعض هذه الشريعة ، وقد أخذ ميثاق نبوّته صلىاللهعليهوآله على جميع الانبياء ، قال تعالى :
«وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ـ الخ.» (١)
فهم أتباع مقام النبوّة والولاية ، داعين إليه صلىاللهعليهوآله ، مبشّرين به صلىاللهعليهوآله والنبوة والولاية المقيّدتين مستمدّتان من الكلّيّتين : أخبار عرض الولاية عليهم ، وتقدّم خلقهم وأنّهم العلّة الغائيّة لانشاء هذا العالم.
ولعلّ ما ذكر يظهر للمتأمّل في ما ورد في أخذ ميثاق النبوّة المطاعيّة لهم عليهمالسلام من الانبياء في العوالم السابقة (٢) ، وأنّ آدم وغيره عليهمالسلام تحت لوائه صلىاللهعليهوآله يوم القيامة (٣) ، إلى غير ذلك ممّا سنورد بعضه في خلال التفسير مشروحا.
وحينئذ فالاخبار عن النبوّات السابقة والولايات الماضية ، وعن المؤمنين والكافرين السابقين كلّها يرجع إلى الاخبار عن أتباعهم ، الّذين هم بمنزلة أبعاضهم ورشحاتهم ، وعن أعدائهم ؛ لأن عدوّ الجزء والتابع عدوّ للكلّ والمتبوع ، ومنكر جزء النبوّة والولاية منكر للكلّ من حيث هو كلّ لانعدام الكلّ بانعدام جزئه ، ومنكر من كان آخذا لميثاق النبوّة ، وداعيا إلى التصديق به ، منكر لذلك النبيّ ، وعدوّه وجاحده من هذه الحيثيّة جاحد وعدوّ له ، وسائر النبوّات والولايات بمنزلة أجزاء البيت ، والنبوّة والولاية المطلقة بمنزلة البيت التامّ. فمن انتسب إلى
__________________
(١) آل عمران / ٨١.
(٢) الاخبار في هذا الموضوع كثيرة جدا ، حتى أنّ المجلسي (قده) عقد له بابا في البحار ، كتاب الامامة ، ص ٢٦٧ ـ ٣١٩ ، وأورد فيه روايات عن كتب كثيرة ؛ من أراد أن يطلع عليها فليراجع.
(٣) راجع البحار ، كتاب المعاد ، باب اللواء ؛ وكتاب الامامة ، باب الخامس والثمانين في فضائل عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ.