والمقصود بالافادة منه غير ذلك الفرد ، كالاخبار عن الامم الماضية الّتي خلت. ولا نسئل عمّا فعلوا ولا يسئلون عمّا نفعل ، لها ما كسبت ولنا ما كسبنا ، ولكنّها أمثال تجري نظائرها في هذه الامّة أشخاصا وأفعالا ومجازاة. فالكلام وارد في فرعون خاصّ ، والمقصود بيان حال غيره ، إلى غير ذلك. وهذا التعميم أنسب من التخصيص الاوّل ، لأنّ التصرّف في المخاطب في أكثر المقامات متعذّر ظاهرا ؛ إذ المخاطب هو النبيّ والمؤمنون ، أو جميع الناس ، أو طائفة خاصّة. ومن ذلك يظهر لك وجه آخر للأخبار المتقدّمة ، فتدبّر فيه بالتأمّل.
وفيما قدّمناه يظهر وجه للجمع بين الاخبار المتقدّمة وما روي عن الكليني بسنده عن داود بن فرقد ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال :
«إنّ القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال ، وربع حرام ، وربع سنن وأحكام ، وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم.» (١)
__________________
(١) الكافي ، ج ٢ ، باب النوادر من كتاب فضل القرآن ، ص ٦٢٧ ، ح ٣ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ٢.