وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ (٨٩) وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (٩٠) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٩١) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ (٩٢) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ)(٩٣) [الأعراف:٨٥ ـ ٩٣]؟!
الجواب / قال أمين الإسلام الطبرسي في قوله تعالى : (وَإِلى مَدْيَنَ) أي أهل مدين أو هو اسم القبيلة. قيل إن مدين ابن إبراهيم الخليل ، فنسب القبيلة إليه. قال عطاء : هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم ، وكان خطيب الأنبياء لحسن مراجعة قومه وهم أصحاب الأيكة. وقال قتادة : أرسل شعيب مرتين إلى أهل مدين مرة ، وإلى أصحاب الأيكة مرة (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ) أي أدوا حقوق الناس على التمام في المعاملات.
(وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) أي لا تنقصوهم حقوقهم.
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) أي لا تعملوا في الأرض بالمعاصي واستحلال المحرمات ، بعد أن أصلحها الله بالأمر والنهي وبعثة الأنبياء.
(وَلا تَقْعُدُوا) فإنهم كانوا يقعدون على طرق من قصد شعيبا للإيمان به ، فيخوفونه بالقتل ، أو إنهم كانوا يقطعون الطريق فنهاهم عنه.
(وَتَبْغُونَها عِوَجاً) بأن تقولوا هو باطل. (فَكَثَّرَكُمْ) أي كثر عددكم.
قال ابن عباس : وذلك أن مدين بن إبراهيم تزوج بنت لوط ، فولدت ، حتى كثر أولادها (١).
__________________
(١) مجمع البيان : المجلد الثاني ، ص ٦٦٨ ـ ٦٦٩.