أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) وهي جارية في الأوصياء عليهمالسلام» (١).
٢ ـ قال علي بن إبراهيم القميّ : إنّ سبب نزولها أنّ قوما من الأنصار من بني أبيرق إخوة ثلاثة كانوا منافقين : بشير ، وبشر ، ومبشّر ، فنقبوا على عمّ قتادة بن النّعمان (٢) ، وكان قتادة بدريّا ، وأخرجوا طعاما كان أعدّه لعياله وسيفا ودرعا ، فشكا قتادة ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، إنّ قوما نقبوا على عمّي ، وأخذوا طعاما كان أعدّه لعياله وسيفا ودرعا ، وهم أهل بيت سوء ، وكان معهم في الرأي رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل (٣).
فقال بنو أبيرق لقتادة : هذا عمل لبيد بن سهل. فبلغ ذلك لبيدا ، فأخذ سيفه وخرج عليهم ، فقال : يا بني أبيرق ، أترمونني بالسّرقة ، وأنتم أولى بها منّي ، وأنتم المنافقون تهجون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتنسبون إلى قريش ، لتبيّننّ ذلك أو لأملأنّ سيفي منكم. فداروه وقالوا له : ارجع يرحمك الله ، فإنك بريء من ذلك.
فمشى بنو أبيرق إلى رجل من رهطهم يقال له : أسيد بن عروة ، وكان منطيقا بليغا ، فمشى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، إنّ قتادة بن النّعمان عمد إلى أهل بيت منّا ، أهل شرف وحسب ونسب ، فرماهم بالسّرقة واتّهمهم بما ليس فيهم. فاغتمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك ، وجاء إليه قتادة ، فأقبل عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : «عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ٢١٠ ، ح ٨.
(٢) قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر ، بدري ، عقبيّ ، وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. (سير أعلام النبلاء : ج ٢ ، ص ٣٣١).
(٣) لبيد بن سهل بن الحارث بن عذرة بن عبد رزاح ، بدريّ ، فاضل ، وهو الذي اتهم بدرعي رفاعة بن زيد ، وهو بريء ، والذي سرقها هو ابن أبيرق وسرق معها دقيق حوارى كان لرفاعة : (جمهرة أنساب العرب : ص ٣٤٣».