فرميتهم بالسّرقة» وعاتبه عتابا شديدا.
فاغتم قتادة من ذلك ورجع إلى عمّه ، وقال له : يا ليتني متّ ولم أكلّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد كلّمني بما كرهته. فقال عمّه : الله المستعان : فأنزل الله في ذلك على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) ـ إلى قوله ـ (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) يعني الفعل ، فوضع القول مقام الفعل.
ثمّ قال : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ـ إلى قوله ـ (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) ، قال علي بن إبراهيم : يعني لبيد بن سهل (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(١).
٣ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ أناسا من رهط بشير الأدنين ، قالوا : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقالوا : نكلّمه في صاحبنا أو نعذره ، إنّ صاحبنا بريء ، فلمّا أنزل الله (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ) إلى قوله : (وَكِيلاً) فأقبلت رهط بشير ، فقالوا : يا بشير ، استغفر الله وتب إليه من الذنب. فقال : والذي أحلف به ما سرقها إلّا لبيد فنزلت (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
ثمّ إنّ بشيرا كفر ولحق بمكّة ، وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليعذروه قوله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) [النساء : ١١٣]» (٢).
٤ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام في قوله : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٠.
(٢) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ١٥٢.