وقرأ (١) أبو السمال (٢) ومجاهد : «هادوا» بفتح الدال ، وإسكان الواو كأنها من المفاعلة ، والأصل : هاديوا فأعلّ كنظائره.
وقيل : سمّوا يهودا لميلهم عن دين الإسلام ، وعن دين موسى ، فعلى هذا إنما سموا يهودا بعد أنبيائهم.
وقال ابن الأعرابي : يقال : هاد : إذا رجع من خير إلى شرّ ، ومن شرّ إلى خير ، وسمي اليهود بذلك لتخليطهم ، وكثرة انتقالهم من مذاهبهم ، نقله النووي في «التهذيب» عن الواحديّ(٣).
وأنشد الطبري على «نصران» [قول الشاعر](٤) : [الطويل]
٥٥٢ ـ يظلّ إذا دار العشا متحنّفا |
|
ويضحي لديه وهو نصران شامس (٥) |
قال سيبويه (٦) : إلا أنه لم يستعمل في الكلام إلا بياء النّسب.
وقال الخليل : «واحد النصارى نصريّ ، كمهريّ ومهارى».
وقال الزمخشريّ : الياء في «نصرانيّ» للمبالغة كالتي في «أحمريّ» و «نصارى» نكرة ، ولذلك دخلت عليه أل ، ووصف بالنكرة في قول الشاعر : [البسيط]
٥٥٣ ـ صدّت كما صدّ عمّا لا يحلّ له |
|
ساقي نصارى قبيل الفصح صوّام (٧) |
__________________
ـ وأبو داود في السنن حديث رقم (٤٧١٤) ، (٤٧١٦).
وأحمد في المسند (٢ / ٣٣ ، ٢٧٥ ، ٢٨٢ ، ٣٩٣ ، ٤١٠ ، ٤٨١) ، (٣ / ٣٥٣) ـ ومالك في الموطأ (١٩٢) كتاب الجنائز والحميدي في مسنده (١١١٣) ـ وأبو نعيم في الحلية (٩ / ٢٨٨) وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥ / ١٥٥ ، ٦ / ٢٩٨.
(١) انظر الشواذ : ٦ ، والبحر المحيط : ١ / ٤٠٤ ، والدر المصون : ١ / ٢٤٨ ، والقرطبي : ١ / ٢٩٤.
(٢) قعنب بن أبي قعنب أبو السمال بفتح السين وتشديد الميم وباللام العدوي البصري ، له اختيار في القراءة شاذ عن العامة ، رواه عنه أبو زيد سعيد بن أوس ، وأسند الهذلي قراءة أبي السمال عن هشام البربري عن عباد بن راشد عن الحسن عن سمرة عن عمر ، وهذا إسناد لا يصح.
ينظر غاية النهاية : ٢ / ٢٧.
(٣) علي بن أحمد بن محمد ، أبو الحسن الواحدي ، كان فقيها إماما في النحو واللغة وغيرهما ، وأما التفسير فهو إمام عصره فيه ، أخذ التفسير عن أبي إسحاق الثعلبي ، واللغة عن أبي الفضل العروضي صاحب أبي منصور الأزهري والنحو عن أبي الحسن القهندري. صنف الوسيط ، والبسيط والوجيز ، ومنه أخذ الغزالي هذه الأسماء ، وله أسباب النزول ، وغير ذلك. مات سنة ٤٦٨ ينظر طبقات ابن قاضي شهبة : ١ / ٢٥٦ ، الأعلام : ٥ / ٥٩ ، وفيات الأعيان : ٢ / ٤٦٤.
(٤) في أ : قوله.
(٥) ينظر الأضداد : (١٥٥) ، البحر : ١ / ٤٠١ ، والقرطبي : ١ / ٢٩٤ ، والدر المصون : ١ / ٢٤٧.
(٦) ينظر الكتاب : ٢ / ٢٩.
(٧) البيت للنمر بن تولب ينظر ديوانه : ص ٣٨٩ ، وشرح أبيات سيبويه : ٢ / ٣٥٥ ، والكتاب : ٣ / ٢٥٥ ، الدر المصون : ١ / ٢٤٧.