وادِّعاء الكاتب أن ما أثار شكوكه مذكور في مناهج الدراسة الحوزوية واضح البطلان ، وسيرى القارئ الكريم أن كل النصوص التي نقلها الكاتب في كتابه مأخوذة من كتب غير دراسية جمعتْ بين الصحيح والضعيف والغث والسمين ، مثل كتاب رجال الكشي والأنوار النعمانية وبحار الأنوار وغيرها.
ومن الواضح أن الكاتب إنما زعم أن في مناهج الحوزة ما أثار شكوكه باعتبار أنه كان يظن أن طلبة العلم في الحوزة العلمية يدرسون كتب الحديث المعتبرة عند الشيعة كالكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه ، كما هو المتعارف في الدراسات السُّنّية ، مع أن الكتب المذكورة وغيرها وإن كانت لها أهميتها في مقام الاستنباط إلا أنها ليست كتباً تُدرَس كما هو معروف حتى عند صغار طلبة العلم.
* * *
قال الكاتب : وكنت بحاجة إلى شخص أشكو إليه همومي ، وأَبُثُّ أحزاني ، فاهتديت أخيراً إلى فكرة طيبة وهي دراسة شاملة أعيد فيها النظر في مادتي العلمية ، فقرأت كل ما وقفت عليه من المصادر المعتبرة وحتى غير المعتبرة ، بل قرأت كل كتاب وقع في يدي ، فكانت تستوقفني فقرات ونصوص كنت أشعر بحاجة لأن أُعَلِّقَ عليها ، فأخذت أنقل تلك النصوص وأُعلق عليها بما يجول في نفسي ، فلما انتهيت من قراءة المصادر المعتبرة ، وجدت عندي أكداساً من قصاصات الورق ، فاحتفظت بها عسى أن يأتي يوم يقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً.
وأقول : إن ادِّعاء قراءة كل الكتب الشيعية ، وكل المصادر المعتبرة منها وغير المعتبرة من الادعاءات المعلوم بطلانها ، فإن كتب الشيعة تُعَد بآلاف الكتب والمجلدات ، التي تُصرَف الأعمار دون التمكن من قراءتها فضلاً عن فهمها والتدبر فيها.
وعلى كل حال ، فسواء قرأ الكاتب كل تلك الكتب أو لم يقرأها فليست هذه قضية مهمة نتنازع معه فيها ، ولكن إن صحَّ زعمه فالحجة عليه أتم ، لأنه يُقِر بأنه قد