عليهم ، ونحن نعرف من اختلقها ، ومع ذلك فسيأتي قريباً تصريحه في بعض حواشيه بأنه قرأ في بعض (المنظومات) التي كان يقرؤها نصاً لا شبهة فيه ، وهو قول الناظم : (وجائز نكاح الغلام الأمرد) ، فالحمد لله الذي كشف تهافت كلامه وتضارب أقواله.
* * *
وقال الكاتب في حاشية أخرى له في هذا الموضع أيضاً : أخبرني بعض تلاميذ السيد شرف الدين أنه في زيارته لأوروبا كان يتمتع بالأوروبيات كثيراً وبخاصة الجميلات منهن ، فكان يستأجر كل يوم واحدة ، وكان متزوجاً من شابة مسيحية مارونية اسمها نهار كتابيات أيضاً [كذا] ، فلما ذا يحل لنفسه ما يحرِّمه على غيره؟
وأقول : الظاهر أن مراد الكاتب أن السيِّد شرف الدين نفسه هو الذي ذهب إلى أوروبا وكان يتمتَّع بالأوروبيات كما هو ظاهر قوله : (فلما ذا يحل لنفسه ما يحرِّمه على غيره؟).
ولا ريب في وضوح هذه الفرية ، وذلك لأن السيد شرف الدين قدسسره لم يسافر إلى أوروبا ، وترجمته موجودة في أكثر كتبه ، وأسفاره رحمهالله معروفة ، وهي لا تتعدى مصر والحجاز وفلسطين والشام والعراق وإيران ، فمتى سافر السيِّد إلى أوروبا؟ ومتى تمتع بالأوروبيات؟
ثمّ من هو راوي هذه القصة الذي وصفه الكاتب بأنه أحد تلامذة السيد؟ ولما ذا لم يصرِّح الكاتب باسمه حتى يُعرف سند هذه الرواية؟
ومن الواضح أن الكاتب لم يذكر اسم هذا الراوي لأنه لا يمكنه أن يذكر اسماً يفتضح بذكره ، فجعل اسم الراوي مبهماً هكذا ، وهذا دأبه في أكثر قصصه الخرافية في هذا الكتاب ، فتأملها تجدها منقولة عن شخصيات مجهولة لم تذكر أسماؤها.