فقد أخرج البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم وأحمد والنسائي وابن حبان والبيهقي والحاكم وأبو نعيم وأبو عوانة والحميدي وغيرهم بأسانيدهم عن إبراهيم التيمي عن أبيه ، قال : خطبنا علي رضي الله عنه على منبر من آجر وعليه سيف فيه صحيفة معلَّقة ، فقال : والله ما عندنا من كتاب يُقرأ إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة. فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل ، وإذا فيها : المدينة حرم من عير إلى كذا ، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. وإذا فيه : ذمة المسلمين واحدة ، يسعى بها أدناهم ، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ، وإذا فيها : مَنْ والى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً (١).
وفي بعضها أنه عليهالسلام ذكر أن عنده صحيفة ، لكنه لم ينص على أنها في قراب السيف ، وقد ورد ذلك في أحاديث كثيرة عندهم.
منها : ما أخرجه البخاري في صحيحه ، وأبو داود وابن ماجة والنسائي والدارمي في سننهم ، وأحمد في مسنده ، وغيرهم ، بأسانيدهم عن الشعبي عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي : هل عندكم كتاب؟ قال : لا ، إلا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه الصحيفة. قال : قلت : فما في هذه الصحيفة؟ قال : العقل وفكاك الأسير ولا يُقتل مسلم بكافر (٢).
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ٢٢٧٨. صحيح مسلم ٢ / ٩٩٥ ، ١١٤٧ ، ٣ / ١٥٦٧. صحيح ابن حبان ١٣ / ٢١٦. المستدرك على الصحيحين ٤ / ١٥٣ ط حيدرآباد. مسند أحمد ١ / ١١٨ ، ١١٩ ، ١٥٢. سنن البيهقي الكبرى ٨ / ٢٩ ، ٩ / ٢٥٠. سنن النسائي ٨ / ٣٩٢. السنن الكبرى للنسائي ٢ / ٤٨٦ ، ٥ / ٢٠٨. مسند أبي عوانة ٣ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، ٥ / ٧٦. شعب الإيمان ٦ / ١٨٩. حلية الأولياء ٤ / ١٣١. مسند الحميدي ١ / ٢٣.
(٢) صحيح البخاري ١ / ٦٢ ، ٢ / ٩٣٧ ، ٤ / ٢١٥٤ ، ٢١٥٦. سنن النسائي بشرح السيوطي ٨ / ٣٩٢. سنن أبي داود ٢ / ٢١٦. سنن ابن ماجة ٢ / ٨٨٧. السنن الكبرى للنسائي ٤ / ٢٢٠. سنن الدارمي ٢ / ٦٣٣. مسند أحمد ١ / ٧٩ ، السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٢٢٦.