يجب الحفاظ عليها وصيانتها.
٢ ـ أن تلك الكتب قد تفيد في الاحتجاج بها على أهل الملل الأخرى ، كما احتجَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على اليهود بالتوراة في إثبات رجم الزاني والزانية.
وكما يحتج المسلمون على النصارى بنبوة نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي ذكر اسمه في الإنجيل كما نصَّ القرآن الكريم بذلك في قوله جل شأنه (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١).
ولقد كان اليهود والنصارى يسألون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويسألون أئمة المسلمين في مسائل شتى ، ويناظرونهم في مختلف الأحكام والعقائد ، ولا ريب في أن معرفة ما في التوراة والإنجيل يعين على إفحامهم وإقامة الحجة عليهم.
٣ ـ أن حيازة تلك الكتب قد تنفع في الحكم بين اليهود والنصارى الذين كانوا في بلاد الإسلام ، ولهذا أُثِر عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : والله لو ثُنيتْ لي الوسادة لقضيتُ بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل القرآن بقرآنهم (٢).
وقد أخرج أبو نعيم في كتاب الفتن بسنده عن كعب قال : المهدي يُبعث بقتال الروم ، يُعطى فقه عشرة ، يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية فيه التوراة التي أنزل الله تعالى على موسى عليهالسلام ، والإنجيل الذي أنزله الله عزوجل على عيسى عليهالسلام ، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم (٣).
__________________
(١) سورة الصف ، الآية ٦.
(٢) كتاب التوحيد للصدوق ، ص ٣٠٥. أمالي الشيخ الطوسي ، ص ٥٢٣. الاحتجاج ١ / ٣٨٤ ، ٣٩١. مناقب آل أبي طالب ٢ / ٤٧. بحار الأنوار ٢٦ / ١٥٣ ، ١٨٣ ، ٢٨ / ٤ ، ٣٠ / ٦٧٢ ، ٣٥ / ٣٩١ ، ٤٠ / ١٢٦ ، ١٤٤ ، ١٥٣ ، ٨٩ / ٧٨ ، ٩٥ ،
(٣) الفتن لنعيم بن حماد ، ص ٢٤٩.