وأقول : إن الروايات الضعيفة لا تثبت شيئاً ، فإن كل ما روي في الطعن في زرارة ضعيف السند كما اتضح مما سبق ، ولا يصح أن نطرح الروايات الصحيحة المادحة له لأجل هذه الروايات الضعيفة.
وكان ينبغي على الكاتب لتصح دعواه أن يذكر رواية واحدة صحيحة تدل على أن زرارة صدرت منه أفعال شنيعة أو بِدَع منكرة ، أو كانت بينه وبين الإمام الصادق عليهالسلام قطيعة أو جفوة ، إلا أنه لم يفعل شيئاً من ذلك.
* * *
قال الكاتب : قلت : فإذا كان زرارة من أسرة نصرانية ، وكان قد شك في إمامة أبي عبد الله ، وهو الذي قال بأنه ضرط في لحية أبي عبد الله ، وقال عنه لا يفلح أبداً ، فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين الإسلام؟؟.
إن صحاحنا [!!] طافحة بأحاديث زرارة ، وهو في مركز الصدارة بين الرواة ، وهو الذي كذب على أهل البيت ، وأدخل في الإسلام بدعاً ما أدخل مثلها أحد كما قال أبو عبد الله ، ومن راجع صحاحنا [!!] وجد مصداق هذا الكلام ، ومثله بريد حتى أن أبا عبد الله رضي الله عنه لعنهما.
وأقول : لقد اتضح للقارئ العزيز ضعف كل الأخبار التي احتج بها الكاتب على ما أراده من تضعيف زرارة ، ويمكننا أن نزيد هذه المسألة إيضاحاً فنقول :
أولاً : أن كل الروايات التي وردت في ذم زرارة أو أكثرها قد رواها الكشي فقط في كتابه ، ولم ينقلها غيره من العلماء ، وهذا في حد ذاته موهن لها.
ثانياً : أن كل تلك الروايات أو أكثرها ضعيف السند ، وقد أوضحنا ذلك فيما مرَّ ، فكيف يصح الاحتجاج بها؟!
ثالثاً : أنها معارضة بروايات أخر صحيحة مادحة لزرارة.