* * *
قال الكاتب : إن منطقة طبرستان والمناطق المجاورة لها مليئة بيهود الخزر ، وهؤلاء الطبرسيون هم من يهود الخزر المتسترين بالإسلام.
وأقول : قال ياقوت الحموي في معجم البلدان تحت عنوان (طبرستان) : والنسبة إلى هذا الموضع الطَبَري ... وهي بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم ، خرج من نواحيها من لا يُحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه (١).
وقال السمعاني في الأنساب في مادة (الطبري) : هذه النسبة إلى طبرستان ، وهي آمل وولايتها ... والنسبة إليها طبري ، وخرج من آمل جماعة كثيرة من العلماء والفقهاء والمحدِّثين ...
وقال : وجماعة من أهل طبرستان قديماً وحديثاً حدَّثوا وكتب عنهم الناس ، وقد يُنسب واحد إلى طبرية الشام طبرياً ، والنسبة الصحيحة إليها طبراني وقد ذكرناه.
ثمّ عدَّ جماعة من أهل طبرستان من مشاهير العلماء ، منهم : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المشهور ، صاحب التفسير والتاريخ المعروفين ، قال : وكان أحد الأئمة العلماء ، يُحكم بقوله ، ويُرجع إلى رأيه ، لمعرفته وفضله ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، وكان حافظاً لكتاب الله ، عارفاً بالقراءات ، بصيراً بالمعاني ، فقيهاً في أحكام القرآن ، عالماً بالسُّنن وطرقها ، وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها ، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام ومسائل الحلال والحرام ، عارفاً بأيام الناس وأخبارهم ، وله الكتاب المشهور (تاريخ الأمم والملوك) وكتاب التفسير ، لم يصنف أحد مثله ، وكتاب سماه (تهذيب الآثار) لم يُرَ سواه في معناه ، إلا أنه لم يتمّه ...
وعدَّ منهم أبا بكر الخوارزمي ، وأبا مروان الحكم بن محمد الطبري ، وإسحاق
__________________
(١) معجم البلدان ٤ / ١٣.