ثمّ أي منصب هذا الذي ذكره الكاتب لنفسه؟
هل يعتبر الكاتبُ المكانةَ العلمية أو الاجتماعية منصباً؟
ثمّ إذا كان الكاتب لم يُفصح عن اسمه الحقيقي ، وقرَّر البقاء في النجف والعمل فيها صابراً محتسباً ذلك عند الله كما ذكر في ص ٧ ، فكيف ترك منصبه مع أنه بزعمه إلى الآن لا يزال يمارس كل مهامّه كعالم شيعي في الظاهر وكعدُوٍّ لهم في الباطن؟!
وإذا كان الكاتب بزعمه قد أدرك السيد علي دلدار صاحب كتاب (أساس الأصول) فإن عمره كما أسلفنا قد زاد على المائتين ، ومن كان طاعناً في السن هكذا فلا مأرب له في الجميلات حتى يزعم أنه تركهن قربة إلى الله تعالى؟!
ثمّ إن العلماء لا دخل لهم في الأموال التي تُلقى في المشاهد المشرَّفة ، وإنما تأخذها الدولة وتتصرف فيها بحسب ما تراه هي ، وهذا يعرفه كل الناس ، فما بال مدعي الفقاهة والاجتهاد قد غاب عنه هذا الأمر الواضح؟!
* * *
قال الكاتب : لقد عرفت أن عبد الله بن سبأ اليهودي هو الذي أَسَّسَ التشيع ، وفَرَّقَ المسلمين ، وجعل العداوة والبغضاء بينهم بعد أن كان الحب والإيمان يجمع بينهم ، ويؤلف قلوبهم وعرفت أيضاً ما صنعه أجدادنا ـ أهل الكوفة ـ بأهل البيت ، وما رَوَتْهُ كتبنا في نبذ الأئمة ، والطعن بهم ، وضَجَر أهل البيت من شيعتهم كما سبق القول ، ويكفي قول أمير المؤمنين رضي الله عنه في بيان حقيقتهم : (لو ميزتُ شيعتي لما وجدتُهم إلا واصلة [كذا] ، ولو امتحنتُهم لما وجدتُهم إلا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد) الكافي ٨ / ٣٣٨.
وعرفت أنهم يُكَذِّبون الله تعالى ، فإن الله تعالى بين أن القرآن الكريم لم تعبث به