في جملة ما استثناه روايته عن سهل بن زياد الآدمي ، وتبعه على ذلك الصدوق وابن نوح ، فلم يعتمدوا على رواية محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد. وقال ابن الغضائري : سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي : كان ضعيفاً جداً ، فاسد الرواية والمذهب ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري أخرجه من قم ، وأظهر البراءة منه ، ونهى الناس عن السماع منه والرواية عنه ، ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل (١).
وقال : وكيف كان فسهل بن زياد الآدمي ضعيف جزماً أو أنه لم تثبت وثاقته (٢).
ومن جملة رواة هذا الخبر محمد بن سليمان ، وهو محمد بن سليمان البصري الديلمي ، وقد مرَّ تضعيفه في ص ٥١ ، فراجعه.
ومن جملة الرواة سليمان بن عبد الله الديلمي ، وهو والد الراوي السابق ، وقد مرَّ أيضاً تضعيفه ، ونقلنا لك قول النجاشي في ترجمته : كان غالياً كذاباً ، وكذلك ابنه محمد ، لا يُعمل بما انفردا به من الرواية.
هذا حال الرواية من ناحية سندها ، وأما من ناحية متنها فهي واردة في مدح الشيعة لا في ذمِّهم ، ولا بأس أن أنقل لك الرواية كاملة كما رواها الكليني قدسسره في كتابه (الكافي) ، وإليك نَصّها :
قال الكليني : عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد خَفِرَه النفَس (٣) ، فلما أخذ مجلسه قال له أبو عبد الله عليهالسلام : يا أبا محمد ما هذا النفَس العالي؟ فقال : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، كبر سني ، ودق عظمي ، واقترب أجلي ، مع أنني لستُ أدري
__________________
(١) معجم رجال الحديث ٨ / ٣٣٩.
(٢) المصدر السابق ٨ / ٣٤٠.
(٣) أي أن علو نفسه جعله يستحيي من الإمام عليهالسلام وممن معه من أصحابه.